“شروق” بطلة من 57357 تحتفل بآخر جرعة كيماوى.. وتتمنى تصبح مُدرسة

    شروق، بطلة كبيرة من أبطال 57357، فى الصف السادس الإبتدائى، ما أن تتحدث معها حتى تشعر أنك تجلس أمام شخصية ناضجة، خلف وجهها الهادئ وابتسامتها الجميلة.

شروق، بطلة كبيرة من أبطال 57357، فى الصف السادس الابتدائي، ما أن تتحدث معها حتى تشعر أنك تجلس أمام شخصية ناضجة، خلف وجهها الهادئ وابتسامتها الجميلة.

شروق، ابنة محافظة الشرقية، 12 سنة، لها شقيق يكبرها فى الصف الثالث الإعدادى، ووالدها موظف، ووالدتها ربة منزل.

فى لقاء مع د. وائل ذكرى- استشارى أورام الأطفال بمستشفى 57357- قال: “كل أطفالنا المرضى أبطال، مجرد إدراك الطفل وتعامله مع مرضه، وتحمله لآلام العلاج، هذا يجعله بطلًا فوق العادة، أطفالنا فى المستشفى يقدمون لنا كل يوم درسًا جديدًا فى البطولة والصبر وقوة”.

التحمل والأمل

شروق أحد الأبطال التى كان تعاملها مع مرضها مفاجأة لى، فقد كانت مصابة بورم فى الكلى اليمنى، وتم استئصاله، وتلقت علاجًا كيمائيًا، واليوم آخر جرعة لها وحالتها مستقرة وفى تحسن، ولكن أهم ما يلفت النظر إلى شروق، أنها أيضًا تقوم بمتابعة حالتها بكل تفاصيلها معى بنفسها، وتسألنى بمنتهى الشجاعة عن الخطوات القادمة فى رحلة علاجها، فعلى مدى ما يقرب من عامين، وهى فى كل مرة تأتى للمستشفى لا تغادر حجرة الكشف إلا وقد تأكدت من إجابتى لكل أسئلتها عن كل الخطوات القادمة، التى ستتم فى رحلة علاجها، ويرجع ذلك إلى أن والديها لا يجيدان القراءة والكتابة، فتحملت هى المسئولية، وقامت بمتابعة علاجها معى رغم صغر سنها.

 فى حديثا مع شروق، قالت: “أول ما دخلت المستشفى كنت خايفة أن الألم مش هايروح، وكنت خايفة من العلاج، لكن بعد العملية حسيت أنى أحسن، وبعد أول جرعة كيماوى كنت تعبانة، لكن دكتور وائل، قالى إنتى شجاعة وبتتحسنى، بعد كده قررت أنى أسأله عن كل حاجة فى علاجى وبصراحة، هو كان بيقولى على كل التفاصيل، كنت باسأله على ميعاد البزل بعد كل جرعة، وأفكر ماما وبابا بيه علشان ما نتأخرش، وأسأل على مواعيد أشعاتى وتحاليلى، وأقرأها فى كارت المتابعة لبابا وماما علشان آجى أعملها فى المستشفى، ولما باصرف أدوية من الصيدلية فى المستشفى، الدكتورة بتعرفنى أمتى مواعيد الدواء، وبتجاوبنى على أى سؤال، وبتعرف ماما وبابا، بس أنا برضه كنت باركز وأعرف علشان ما يفوتنيش أى معلومة لأنى عاوزة أخف بسرعة، فلازم أحافظ على مواعيد علاجى، وأنا فرحانة أن النهاردة هاخد آخر جرعة كيماوى الحمد لله.

وعن دراستها تقول شروق: “أنا مش باقدر أروح مدرستى دلوقتى، لكن بنت زوجة عمى بتذاكر لى دروسى كلها فى البيت وباروح امتحن، أنا بحب مدرستى قوى، ونفسى أخف بسرعة وأرجع لها، وباتمنى لما أكبر أبقى مدرسة، وأعلم أطفال كتير يقروا ويكتبوا.. أنا بحب القراءة جدًا.. وبالتعليم ممكن الواحد بسرعة يحقق أحلامه.. ويفهم حاجات كتير حواليه ويفيد نفسه”.

نفسى أقابل حمادة هلال

دكتور وائل ذكرى وعم أحمد وميس غادة بحبهم.. وهما أكتر أصحاب بحبهم هنا، بحب دكتور وائل علشان بيفهمنى كل حاجة أسأله عليها، ولما باحس بأى وجع باتصل به فى أى وقت فى التليفون وبيطمنى ويقولى أعمل إيه.. أما بقى عم أحمد، (وهو من سكرتارية حجرة علاج اليوم الواحد)، بحبه جدًا علشان بيلاعبنى وبيضحك معايا على طول، وميس غادة، (من تمريض حجرة علاج اليوم الواحد بالدور الأول) دايمًا تقعد جنبى وتضحكنى وتتكلم معايا ونلعب سوا.. الحقيقة هما كلهم هنا طيبين وهما أكتر أصحاب ليا.. كمان نفسى حمادة هلال ييجى يزورنى أنا بحب صوته قوى.

وأنهت شروق حديثها معنا بكلمة وجهتها لكل الأطفال فى 57357، وقالت: “ما تخافوش لازم تصبروا.. وإن شاء الله ربنا هايشفينا كلنا.. 57357 جميلة وبيعملوا لنا كل حاجة تفرحنا وبيجيبوا لنا لعب جميلة”.

نتمنى لشروق ولكل أطفالنا فى 57357 الشفاء العاجل بإذن الله.. فى 57357 بأفضل رعاية وعلاج أطفالنا بيكملوا مشوار علاجهم.