مروان: فى 57357 مش بس بيعالجونا، لكن بيعلمونا ازاى نواجه المرض أنا خفيت وبقيت متطوع بساعد الأطفال، زى ما المتطوعين ساعدونى

    تجربتى فى ٥٧٣٥٧ علمتنى حاجات كتير أكبر من سنى، كل العاملين هنا مش بس بيعالجونا، لكن بيقفوا جنبنا، ويساندونا ، ويعلمونا إزاى نواجه مشاكلنا.

اسمى مروان أحمد،طالب فى ثانوى تجارى، عمرى بالسنين ١٥ سنة، لكن تجربتى فى ٥٧٣٥٧ علمتنى حاجات كتير أكبر من سنى، كل العاملين هنا مش بس بيعالجونا، لكن بيقفوا جنبنا، ويساندونا ، ويعلمونا إزاى نواجه مشاكلنا.

من حوالى 5 سنين كنت طفل سعيد جدا ،وكنت أقرب واحد لوالدى وكل طلباتى مجابة، مش ممكن أنسى اليوم اللى حسيت فيه بورم فى رقبتى،افتكرته حاجة بسيطة لأنه ماكانش بيوجعنى ،لكن لما بدأ يكبر بسرعة، بدأنا نحس بالقلق،وعمى نصح والدى ميروحش أى مكان إلا ٥٧٣٥٧. وفعلا جينا المستشفى وعملت بذل، واكتشفنا إن عندى سرطان فى الدم ،كانت صدمة كبيرة،حسيت بالخوف وبكيت، وافتكرت عمتى اللى بحبها جدا، واللى كان عندها نفس المرض وكنت باشوفها بتتألم .

أول ما اتحجزت فى المستشفى ، كنت مكتئب جدا، رغم إن كل الدكاترة والممرضات كانوا بيحاولوا يخففوا عنى، أما والدى فكان دايما معايا، بيقوينى، و بيقول لى إنى لازم أستحمل، وإنى هخف، وبدأت أتعود على المكان، لكن قبل ما يعدى شهر، حصلت لى صدمة أكبر، اتوفى والدى فجأة، كانت الصدمة صعبة مقدرتش أستحملها ،حبست نفسى فى السرير ،و بعدت عن كل الناس، ورفضت العلاج والأكل والشرب ، وبدأت حالتى تسوء، لدرجة انى مكنتش بأقدر أتحرك.

فى الوقت دة مش ممكن أنسى دور المستشفى، كان فيه خطة علاج نفسى زى خطة علاج السرطان، والكل بيشاركوا فيها،الدكاترة والتمريض والاخصائيين الاجتماعيين، ومعاهم فريق المتطوعين، وكانت المستشفى بتعلّم أمى وأهلى ازاى يتعاملوا معايا، وبمساعدتهم كلهم، بدأت أتحسن، وأحس إنى وسط ناس بيحبونى ،وحسيت إنى لازم أكون أقوى،وأنتصر على المرض،ودعيت ربنا يساعدنى علشان أخف، زى ما كان والدى بيحلم.

وبمرور الوقت حسيت إن 57357 هى أكتر مكان بحبه ،وعملت صداقات كتير مع المرضى والدكاترة والصيادلة والتمريض، وحسيت انى اتعلمت هنا حاجات كتير، اتعلمت ان كل مشكلة فى الدنيا لها حل، لو واجهناها وصبرنا عليها، واكتشفت ان كل الصدمات اللى اتعرضت لها خلتنى أقوى.

أنا دلوقتى خفيت من سنتين، بس قررت أرد الجميل، وزى ما المتطوعين وقفوا جنبى، قررت أنا كمان أكون متطوع فى ٥٧٣٥٧، وأساعد الأطفال اللى لسة بيتعالجوا وأشجعهم يقاوموا المرض، وعلى فكرة، أنا مش أنا لوحدى، معايا أصحابى اللى خفّوا، خالد وأمير وعاصم وملك ومريم ورفعت وفداء، كلنا بنروح للأطفال، بنتكلم ونلعب معاهم، ونشجعهم ونقويهم. ٥٧٣٥٧ مش بس مستشفى، دى مدرسة كبيرة اتعلمت فيها حاجات كتير، ونفسى لما أكبر أكون واحد من أسرة 57357