تطوير خلايا مناعية أكثر فعالية في استهداف سرطانات الدم

    نجح فريق بحثي من كلية بايلور للطب و مستشفى تكساس للأطفال بالتعاون مع باحثين من مستشفى لوس أنجلوس للأطفال في تطوير خلايا مناعية أكثر فعالية في استهداف سرطان الدم الليمفاوي الحاد وقتلها.

نجح فريق بحثي من كلية بايلور للطب و مستشفى تكساس للأطفال بالتعاون مع باحثين من مستشفى لوس أنجلوس للأطفال في تطوير خلايا مناعية أكثر فعالية في استهداف سرطان الدم الليمفاوي الحاد وقتلها، بحسب ما أوضحت دراستهم المنشورة في دورية “Leukemia” بتاريخ 24 من شهر مارس 2020.

يقود التعاون البحثي بالتشارك كل من “نبيل أحمد” الطبيب الباحث بكلية بايلور و“هشام عبد العظيم” وهو طبيب باحث بكلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، وكلاهما من مستشاري مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357.

وتعد سرطانات الدم أو اللوكيميا أكثر أنواع السرطانات انتشارًا بين الأطفال، من بينها يعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد الأكثر شيوعًا، وعادًة ما يتطور سرطان الدم الليمفاوي الحاد بسرعة فائقة، حيث إن لم يتم علاجه، فإنه قد يكون مميتًا في غضون بضعة أشهر أو أسابيع.

ويشكل العلاج الكيميائي الخيار الأول للأطباء في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وفي حال عودة المرض يدرس الأطباء خيارات علاجية بديلة، يبرز من بينها العلاج المناعي المتمثل في الخلايا التائية ذات المستقبلات الكيمرية CAR T cells.

ويتم إعداد هذا النوع من العلاج المناعي من خلال استخلاص الخلايا المناعية التائية من دم المريض، ومن ثم تعديلها معمليًا لتحوي مستقبلات تزيد من قدرتها على استهداف الخلايا السرطانية عبر التعرف على بروتينات محددة على سطحها، ومن ثم إعادتها إلى جسم المريض.

يشير “نبيل أحمد” أن الخلايا المناعية التي تم تعزيزها معمليًا للتعرف على بروتين CD-19 الذي يوجد على سطح خلايا سرطان الدم الليمفاوية، أظهرت نتائج مذهلة في علاج سرطانات الدم، إلا أنه ومع زيادة أعداد المرضى الخاضعين لهذه النوع من العلاج، وامتداد فترة متابعتهم طبيًا، أظهرت البيانات أن الخلايا السرطانية قد عاودت الظهور في قرابة 40% من الحالات.

وبحسب ما ورد في الورقة البحثية، يمكن لبعض الخلايا السرطانية التهرب من الهجوم المناعي المعزز عبر التوقف عن إنتاج البروتين الهدف CD-19، لتصبح غير مرئية للخلايا المناعية.

وبناًء عليه، عمد الفريق البحثي على توسيع مدى القدرة الاستهدافية للخلايا المناعية المعدلة، من خلال هندستها لإنتاج 3 مستقبلات يمكنها التعرف على بروتينات إضافية على سطح الخلايا المستهدفة، بجانب الهدف التقليدي CD-19.

وبهدف اختبار فعالية الخلايا المناعية ثلاثية المستقبلات الكيميرية، قام الباحثين بقياس نشاطها على خلايا سرطانية لمفاوية تفتقد إلى البروتين الغشائي CD-19، تم استخلاصها من مرضى أو هندستها للتوقف عن إنتاج البروتين الهدف، وأظهرت النتائج كفاءة الخلايا المعززة بثلاث مستقبلات كيميرية مختلفة في القضاء على الخلايا السرطانية في حين فشل العلاج المناعي التقليدي.

ويضيف “أحمد” أن ميزة تلك الخلايا لا تكمن في قدرتها التضاعفية بل في فعاليتها بالارتباط بالخلايا الهدف، ونظرًا لقدرتها على التعرف على ثلاثة أهداف مختلفة، فإن احتمالية تطور الخلايا السرطانية للهروب منها هي أقل نسبيًا”.

ويعمل الفريق البحثي في الوقت الحالي على إعداد بروتوكول مفصل لتقديمه للجهات المنظمة وعلى رأسها إدارة الدواء والغذاء الأمريكية FDA حتى الوصول إلى مرحلة التجارب السريرية، والتي من المخطط إجراءها في الولايات المتحدة الأمريكية. 

Journal refrence: Kristen Fousek et al, CAR T-cells that target acute B-lineage leukemia irrespective of CD19 expression, Leukemia (2020). DOI: 10.1038/s41375-020-0792-2