التنبه لمخاوف “الممارسين الصحيين” من اللقاحات ضرورة لاحتواء الجائحة

    تعاون باحثو مستشفى سرطان الأطفال 57357 مع نظرائهم من مركز الحسين للسرطان وجامعة الأردن وجامعة العلوم التطبيقية الخاصة بعمًان ضمن مشروع بحثي أوضحت نتائجه المنشورة في دورية “Vaccines” كوفيد-19.

ألقت الجائحة بثقلها على العاملين بالرعاية الصحية، وتعرض العديد منهم لأضرار بدنية ونفسية في سبيل رعاية وحماية أرواح ملايين المصابين حول العالم، ولذلك توصي أغلب المؤسسات الصحية الدولية بأولويتهم في الحصول على لقاح مرض كوفيد-19.

رغم ذلك، هناك ندرة في الدراسات التي أجريت بهدف استطلاع موقف العاملين بالرعاية الصحية من الحصول على لقاحات كوفيد-19، خاصة في الدول العربية.

في هذا الصدد، تعاون باحثو مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357 مع نظرائهم من مركز الحسين للسرطان وجامعة الأردن وجامعة العلوم التطبيقية الخاصة بعمًان ضمن مشروع بحثي أوضحت نتائجه المنشورة في دورية “Vaccines” تخوفًا واسعًا لدى الممارسين الصحيين العرب من لقاحات كوفيد-19.

يقول “محمد سعودي” وهو باحث أول ببرنامج أبحاث البروتيوميات بمؤسسة 57 وباحث مشارك في الدراسة :”يعد العاملين بالقطاع الصحي من الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، كما أن المجتمع يقتدي بسلوكهم فيما يخص الأزمات الصحية، لذلك يعد سلوكهم ودورهم التوعوي محوريًا في جهود السيطرة على الجائحة”.

وجمع الباحثون بيانات الدراسة عبر استبانة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر يناير الماضي. وضمت الاستبانة 17 سؤالًا فيما يخص المعلومات الديموغرافية والصحية، وأنواع اللقاحات المتاحة في بلد المشارك، وهل تلقى المشارك أي منها، ورؤيته لأهمية اللقاحات وخطط إلزامها، ونية المشارك في الحصول على اللقاح، وأهم أسباب تخوفه في حال رفضها.

وشارك في الدراسة قرابة 5 آلاف متطوع من كل الدول العربية باسثناء جيبوتي وجزر القمر، بالإضافة إلى 712 ممارس صحي عربي يعمل خارج الدول العربية.

ولم يتجاوز معدل قبول اللقاح بين كل المشاركين 26.7%، بينما كان معدل قبول اللقاح بين الممارسين العاملين في الدول الأجنبية أعلى نسبيًا من نظرائهم العاملين في الدول العربية.

وقد يُفسر ذلك بتبيان أن قرابة ثلث المشاركين من الممارسين الصحيين في الدول العربية لم يكونوا على علم باللقاح المرخص رسميًا في بلدانهم، بينما كان أغلب العاملين بالخارج على دراية باللقاحات المرخصة في محل إقامتهم، ولديهم ثقة أكبر في الأنظمة الصحية للبدان التي يقيمون فيها مقارنة بالممارسين في البلدان العربية، بحسب ما أوضحت النتائج.

ومن بين الدول العربية كان الكويتيين هم الأكثر قبولًا للقاح، بينما كان المشاركون من دول شمال أفريقيا من الأقل عزمًا للحصول على اللقاح.

وعن أهم الموانع للإقبال عن اللقاح بين المشاركين  برز التخوف من الأعراض الجانبية وفقدان الثقة في سلامة اللقاح بسبب سرعة إنتاجه إلى جانب ضعف الثقة في السياسات الصحية في بلدانهم.

وبحسب بيانات كشفها تقرير “بلومبيرج” بتاريخ 29 من شهر مايو الجاري، فإن قرابة ملياري جرعة قد إعطائها في 176 دولة حول العالم، وهو ما يكفي لتحصين 12% من سكان العالم، يقع أغلبهم في الدول المتقدمة، بينما تعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأقل تحصينًا عالميًا.

وتشير منظمة الصحة العالمية في بيانها إلى أن جهود التعاونات العلمية الغير مسبوقة مكنت من تطوير والموافقة على اللقاح في توقيت مثالي لمواكبة الحاجة الطارئة لمواجهة الجائحة مع الحفاظ على معايير مرتفعة من السلامة و الأمان، مشيرًة أنه كما الحال مع كل اللقاحات ستقوم المنظمة بمراقبة أمان لقاحات كوفيد-19 بشكل مستمر.

من ناحيته يشير “علاء الحداد” وهو طبيب ورئيس قسم أورام الأطفال بمؤسسة 57 (غير مشارك في الدراسة) إلى الحاجة الماسة بتسهيل وصول المعلومات المحدثة عن اللقاحات ومعدل أمانها إلى مسؤولي الرعاية الصحية لطمأنتهم وضمان مشاركتهم الفعالة.

ومن جانبه يشير “سعودي” أن معدل قبول اللقاح بين الممارسين الصحيين هو أعلى نسبيًا من غير المنخرطين في الرعاية الصحية، إلا أن الدور الحساس للممارسين الصحيين يحتم ضرورة مشاركتهم الفعالة، بما يضمن سلامتهم ونجاح خطط احتواء الجائحة”.

ويشير الباحثون أن تعزيز دور الممارسين الصحيين قد يكون ممكنًا من خلال تحسين سبل التواصل معهم بكل السبل الممكنة، وإشراكهم في نقاشات مستمرة مع صناع القرار لمعرفة مخاوفهم ومقترحاتهم لسبل مواجهة الأزمة.

Refrence:

Qunaibi, E.; Basheti, I.; Soudy, M.; Sultan, I. Hesitancy of Arab Healthcare Workers towards COVID-19 Vaccination: A Large-Scale Multinational Study. Vaccines 2021, 9, 446. https://doi.org/10.3390/vaccines9050446