فى الذكرى ٢٣ لوفاته “الشيخ الشعراوى”: الصدقة هى التى تكثر المال وتضع فيه البركة فيزداد وينمو

    تبرع “الشعراوى” وأصدقاؤه .. كان النواة الاولى لإنشاء 57357

تبرع “الشعراوى” وأصدقاؤه .. كان النواة الاولى لإنشاء 57357 وتمر السنوات، ولا تنسى مصر والعالم العربى والاسلامى الامام العظيم محمد متولى الشعراوى الذى نال حب الجميع بشخصيته البسيطة، وثقافته الدينية الواسعة واسلوبه المميز فى الدعوة بالحكمة والوسطية والموعظة الحسنة، ولا تنسى مستشفى 57357 الفضل الكبير للشيخ الشعراوى فى انشائها، حيث كان دعمه هو النواة الاولى فى بناء هذا الصرح.

وكانت البداية فى نهاية الثمانينات .. حينما كان معهد الأورام يعانى نقصا شديدا فى الامكانيات وزيادة كبيرة فى معدلات وفيات الأطفال المرضى .. وفى أحد الأيام شهد قسم الاطفال بالمعهد وفاة 13 طفلا من اجمالى 16 طفل .. فشعر طبيب القسم الشاب د.شريف أبو النجا بالصدمة واليأس .. وخرج من المعهد مصمما على الاستقالة .. ولكنه فكر فجأة فى لقاء الشيخ الشعراوى .. الذى كان معتادا على الذهاب لأحد المطاعم المجاورة للمعهد .. وأسرع الطبيب الشاب للمطعم .. ليجد الشيخ الشعراوى مع ثلاثة من أصدقائه هم عبد الله سلام واحمد ابو شقرة واحمد عبد الله طعيمة عضو مجلس قيادة الثورة وجلس الطبيب وسطهم يحكي لهم المأساة، وعلى الفور قرركل منهم التبرع بخمسين جنيه شهريا لاصلاح القسم وشراء المستلزمات.

من هنا كانت بداية الاهتمام بالاطفال مرضى السرطان وتطوير قسم الأطفال بالمعهد .. فازداد عدد اسرة القسم .. وبدأت نسب الشفاء ترتفع قليلا بعد ان كانت لا تتجاوز 5% .. وانضم رجال الأعمال لمساندة المعهد .. وزادت التبرعات ..و ظهر معها حلم انشاء مستشفى خاص لسرطان الأطفال بأموال التبرعات .. وكان تبرع الشيخ الشعراوى وأصدقائه هو النواة التى بدأت هذا الخير الكبير.

ورغم مرور سنوات طويلة على وفاة الشيخ وأصدقائه ..لايزال هذا التبرع الشهرى مستمرا من خلال أبنائهم حتى يومنا هذا، ولايزال المستشفى يذكر هذا الرجل العظيم بكل الوفاء والعرفان .. وستبقى صورته تحتل مكانة كبيرة فى قلوب المصريين جميعا ..

وكثيرا ما تحدث الشيخ الشعراوى عن اهمية الصدقة فقال: “الصدقة هى التى تكثر المال وتضع فيه البركة فيزداد وينمو”

وقال ايضا: “من أسباب رفع البلاء، الرضا والصبر عليه والتصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم”

ولإيمانه بأهمية الصدقة سعى الشيخ الشعراوى لعمل الخير ومساعدة المحتاجين .. حيث أنفق ماله على أهل قريته .. وأسس لهم دورًا للعلم ورعاية الأيتام والعلاج .. وكان بيته مفتوحًا للفقراء.

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.