بعد نجاحها فى الثانوية العامة بمجموع 92.5% .. البطلة فاطمة : حاربت “الورم الشرس” 9 سنين.. و57357 هى “البيت والسند”

    أنا عمرى دلوقتى 17 سنة، وبتعالج فى 57357 من 9 سنين، يعنى المستشفى بقت بيتى التانى، اللى قضيت فيه نص عمرى.

أنا عمرى دلوقتى 17 سنة، وبتعالج فى 57357 من 9 سنين، يعنى المستشفى بقت بيتى التانى، اللى قضيت فيه نص عمرى.
حالتى كانت صعبة جدًا، ورم شرس فى العين، 3 جراحات صعبة، وكيماوى، وإشعاعى، وعلاج طويل، وتكاليف كبيرة، لكن 57357 متخلتش عنى، لحد ما ربنا كتب لى الشفا.
ما كنتش بتعالج بس، لكن المستشفى وفرت لى كمان كل الظروف والإمكانيات علشان أذاكر، وامتحن فى مدرسة المستشفى، وأنجح، وأتفوق، ومتأخرش عن زملائى.
والحمد لله مجموعى فى الثانوية العامة السنة دى، كان 92.5%، وقدرت أدخل كلية اللغات والترجمة، اللى كنت بحلم بيها.
مش ممكن أنسى اليوم اللى دخلت فيه العمليات لأول مرة، علشان أشيل ورم كبير فى عينى.
كان عمرى وقتها 8 سنين، وكنت خايفة ومرعوبة، لكن د.عبد الله الحسينى، طمنى، وأكد لى أنه هيشيل الورم بس، وأن حالتى هتتحسن، وفعلًا العملية نجحت، وبعدها أخذت كيماوى وإشعاعى لمدة سنة، واتحسنت، وفضلت أتابع فى المستشفى بالأشعات والتحاليل.
وتكمل البطلة فاطمة: “بعد سنتين، اكتشف الدكاترة للأسف، أن الورم رجع تانى، والمرة دى، كان الورم أشرس، ود.عبد الله، صارحنى إنه بيكبر بسرعة، وممكن ينتشر أو يوصل للمخ ، وأنه لازم يستأصل العين، علشان يحافظ على حياتى.
ثقتى فى المستشفى، وفى دكتور عبد الله، خلتنا أنا وبابا وماما نطمن، ونتوكل على الله.
ومش ممكن أنسى موقف أخويا عبدالرحمن، اللى باعتبره سندى، رغم أنه أصغر منى، واللى قبل ما أدخل العملية، قال للدكتور “لو فيه أى حاجة فى جسمى، ممكن أتبرع بيها لأختى، علشان تخف، أنا مستعد”.
عملت العملية التانية لاستئصال العين، وبعدها عملية تالتة، لتجهيز مكان العين لزراعة عين صناعية، وأخدت كيماوى وإشعاعى تانى.
كل ده، والمستشفى لسه واقفة جنبى، وباتعالج مجانًا وبكل الإمكانيات.. ودلوقتى أنا فى انتظار عملية رابعة، علشان نزرع العين الصناعية اللى هتكون شبه الطبيعية، إن شاء الله، زى ما قال لى د. عبد الله.
نسيت أقول لكم، إنى طول فترة المرض، كنت بأقضى أحلى وقت فى الورشة الفنية، وبأمارس هواية الرسم اللى بحبها، وعملت كمان لوحات اتعرضت فى المستشفى، واتباعت.
أنا باحس أن 57357 هى بيتى التانى اللى أتولدت فيه من جديد، واللى دخلته، وأنا خايفة وضعيفة، لكن اتعلمت فيه أن أى مشكلة ممكن تعدى بالإرادة والصبر والإيمان بالله، وإن اللى بيتبرع للمكان ده ربنا بيجعله سبب فى تغيير حياة ناس كتير .