بدأت الأبحاث في مجال الأدوية الموجهه في الماضي حتي أعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أول دواء موجه لعلاج السرطان عام 1997 وهو ريتوكسيماب لعلاج سرطان الخلايا البائية الليمفاوي اللاهودجيكين ( B-cell non-Hodgkin lymphoma) الذي لم يعد يستجيب لأنواع العلاج الأخري.
ومع مرور السنوات تم إعتماد العديد من الأدوية الموجهه والتي أصبحت من أحدث طرق العلاج المستخدمة في علاج السرطان .
تتميز الخلايا السرطانية بإختلافات في المادة الوراثية ( DNA ) عن الخلايا الطبيعية والتي تختلف أيضا حسب نوع السرطان وهذا التغير الجيني يؤدي بدوره إلي سرعة إنقسام الخلايا السرطانية مما يؤدي لتكون الأورام السرطانية.
يعتبر هذا العلاج أحد أنواع العلاج الكيماوي ولكن يختلف في آلية عمله عن العلاج الكيماوي التقليدي الذي يعمل علي قتل الخلايا السرطانية بينما يلجأ العلاج الموجه لإيقاف نمو الخلايا السرطانية وبالتالي السيطرة علي نمو الأورام السرطانية وإنتشارها.
كيف يعمل العلاج الموجه للسرطان؟
العلاج الموجه يستهدف التغييرات الداخلية في دورة حياة الخلية السرطانية فقط لذا تختلف الأعراض الجانبية للأدوية الموجهه والتي تعتبر أقل سمية من العلاج الكيماوي التقليدي .
بينما يستهدف العلاج الكيماوي التقليدي قتل الخلايا السرطانية سريعة الإنقسام مما قد يؤثر بدوره علي بعض الخلايا الطبيعية بالجسم ذات الإنقسام السريع مما يؤدي لظهور الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي التقليدي.
يعتمد العلاج الموجه في عمله علي:
- غلق الإشارات الكيميائية المسؤلة عن النمو و الإنقسام داخل الخلية السرطانية .
- تغيير طبيعة البروتين الذي يلعب دورا أساسيا في تكوين المادة الوراثية ( DNA ) داخل الخلية السرطانية.
- تعطيل تكوين الأوعية الدموية المغذية للخلايا السرطانية.
- رفع كفاءة عمل الجهاز المناعي للجسم للعمل ضد الخلايا السرطانية .
- إدراج مواد سامة إلي داخل الخلية السرطانية فقط لقتلها دون الإضرار بالخلايا السليمة.
- التداخل مع عمل بعض الهرمونات المحفزة لنمو بعض الأورام بتعطيل تكوينها أو الحد من تأثيرها في الجسم ( هذا النوع من العلاج الهرموني تم إعتماده لعلاج سرطان الثدي وسرطان البروستاتا ).
طرق إستخدام العلاج الموجه :
يتم إستخدام العلاج الموجه للسرطان وحيدا أو بمصاحبة أنواع آخري من العلاج سواء الكيماوي التقليدي أو الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
يجب توخي الحذر من التداخلات والتفاعلات مابين العلاج الموجه وبعض المواد التي قد يستخدمها المريض أثناء فترة العلاج مثل الكحوليات والفيتامينات و الأعشاب التي قد تؤثر علي فعالية العلاج أو تزيد من الآثار الجانبية له ، ولكن حتي الآن لم تجري دراسات كافية في هذا الجانب.
الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الموجه :
- الإسهال.
- بعض مشاكل الكبد مثل إلتهاب الكبد وإرتفاع نسبة إنزيمات الكبد.
- بعض المشاكل الجلدية .
- التقليل من كفاءة آلية تجلط الدم وإلتئام الجروح ، وإرتفاع ضغط الدم .
- في حالات نادرة يسبب ثقوب بالقنوات الهضمية.
- قد يؤثر العلاج بالأدوية الموجهه علي التفكير والذاكرة والتركيز للمريض مثلما قد يحدث مع العلاج الكيماوي التقليدي.
قد يكون حدوث الحمل أثناء العلاج بالأدوية الموجهه آمن ولكن الأطباء يفضلون تأجيل الحمل بعد إنتهاء فترة العلاج حيث أن العلاج الموجه لا يؤثر علي القدرة الإنجابية للإناث مستقبلا ولتحاشي إصابة الجنين بعيوب خلقية ولكن إذا ماتم إكتشاف المرض بعد حدوث الحمل يؤجل العلاج إلي ما بعد الولادة أما في الحالات الحرجة يبدأ العلاج بعد مرور 12 أسبوع من الحمل.
وأخيرا…….
تم إعتماد العلاج بالأدوية الموجهه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج بعض أنواع السرطان فعليا ومنها سرطان المخ ، سرطان الثدي ، سرطان عنق الرحم ، سرطان القولون والمستقيم ، سرطان الرقبة والرأس ، سرطان الكلي ، سرطان الكبد ، و سرطان الغدة الدرقية.
ولازالت الأبحاث مستمره في هذا المجال لإعتماد أنواع جديدة من الأدوية الموجهه لإستخدامها في علاج باقي أنواع مرض السرطان.